(القديسة النوميدية الشهيدة كريسبين إبنة مدينة تاورة ( سوق اهراس
تنحدر القديسة كريسبين من عائلة نوميدية عريقة وغنية من مدينة تاورة ولاية سوق اهراس وذات منصب كبير كانت متزوجة وأما لعدة أبناء امتازت بغيرة فائقة على الإيمان وجسارة غير عادية عاشت القديسة كريسبين زمن الاضطهاد الأعظم ( 284 - 305 م ) حيث عرف هذا العصر بعصر الشهداء لكثرة المسيحيين الذين قتلوا على أيدي الرومان الوثنيين فيه حيث عانى المسيحيون من الاضطهاد وابشع أنواع التعذيب من طرف الرومان فترة حكم الامبراطور دقلديانوس
رفضت القديسة كريسبينا الامتثال لقانون الإمبراطورية الرومانية ابان فترة حكم الامبراطور Diocletian دقلديانوس في هذه الفترة كانت تتم عبادة الثلاثي جوبيتير هينون مينارف سنة 303 م وهي الفترة التي عرفت اعتناق معظم سكان طاغاست ( سوق اهراس) و تيفاست تبسة الحالية الديانة المسيحية في الايام الاولى من انتشارها حيث تم حفر اول خندق للعبادة تحت الأرض والمعتقد انه لازال موجودا الى يومنا هذا في موقع البازيليك التي بنيت فيما بعد فوق موقع الخندق بعد اقرار الديانة المسيحية ديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية كانت القديسة ومن معها من المؤمنين المسيحيين يؤدون عباداتهم خفية في الخندق الى ان تم اكتشاف أمرهم وتعذيبهم ومحاولة ثنيهم عن عقيدتهم من خلال إجبارهم على عبادة آلهة الرومان الوثنية أُحضِرت الشهيدة القديسة كريسبين أمام الوالي أنيولينوس في Theveste بتهمة تجاهل الأوامر الإمبراطورية ومخالفة العقيدة الوثنية المتبعة انذاك حين وقفت أمام أنيولينوس في المحكمة أخذ يجادلها ويهدّدها إن لم تذبح وتقدم القرابين للآلهة حسب أوامر الإمبراطور لكن القديسة كانت حاسمة في ردودها عليهو جاهرت بإيمانها بالله الواحد الاحد أمامه رافضة ان تكون للاصنام والاوثان قداسة عندها ولم تخر أمام دموع أولادها حتى أمر في نهاية حوارهما بحلق شعرها تمامًا إمعانًا في إذلالها وإهانتها أمام الجموع ولكن حين رآها ثابتة سألها هل تريدين أن تعيشي أم تموتي مثل رفقائك ماكسيما ودوناتيلا وسيكوندا اللاتي هن من مدينة تبسة ايضا واعدمتهن الكنيسة الرومانية الوثنية لنفس السبب وهو الدخول في المسيحية الموحدة لله ويعتبرن من الشهيدات العشرة للمسيحية الموحدة لله في شمال افريقيا فأجابته إذا أردت أن أموت وأسلم روحي للّهلاك والنار التي لا تُطفأ فينبغي لي أن أطيع أوامرك ولما رأى أن التهديد أيضًا لا يؤثر فيها أمر بقتلها بالسيف أما القديسة فصرخت قائلة المجد للّه الذي نظر إليَّ وأنقذني من يديك وهكذا نالت إكليل الشهادة حسب المعتقد المسيحي في الخامس من ديسمبر سنة 304 م والذي أصبح يحتفل به سنويا كذكرى استشهادها سنويا من قبل كل كنائس العالم كاثوليك بروتستانت ارتودوكس أما عن جثمان القديسة كريسبين فيقال أنه تم نقله إلى بازيليك مدينة تبسة والإحتفاظ به هناك إلى أن تم تدمير الكتدرائية من طرف الغزاة ومعه إختفى الضريح الذي يحوي جثمان القديسة الشهيدة كريسبين
بحث الوافي توفيق بريكة صالح - مراجعة لطفي عزالدين - تدقيق لغوي روميسة تطار
2 تعليقات
Tanmirth
ردحذفشكرا.
ردحذفمقال مهم و شيق